أٌمة إقـــــرأ... لا تقرأ..!
كده كخ |
هناك دراسة أجرتها
منظمة اليونيسكو تقول بأن كل مليون شخص من الأمة العربية يقرأون 30 كتاب، أى أن
متوسط القراءة للفرد العربى لا تزيد عن 6 دقائق فى السنة بينما متوسط قراءة الفرد
الغربى تصل الى 12 ألف دقيقة فى السنة، وينشر العالم العربى كله أقل من 2000 كتاب
فى السنة فى حين أن امريكا وحدها تنشر خمسة وثمانين ألف كتاب فى السنة. ففى الغرب
يقرأ كل فرد فى وسائل المواصلات وعلى الشواطئ وفى كل مكان تقريباً، أما فى الوطن
العربى من بين 320 مليون هناك 10 مليون فقط يقرأون والباقى حاصل على الشهادة ولا
علاقة له بالقراءة. ولكن ما أسباب هذه الأزمة الثقافية المسيطرة على العالم العربى
بأكمله، هل هى الأسرة أم المدرسة أم المجتمع أم الثورة المعلوماتية الحديثة؟
هناك من يقول بأن
السبب يكمن فى قضاء شباب العرب أوقات فراغهم فى مقاهى الانترنت أو أمام التلفاز
والسينما والتى تطورت بشكل هائل مما أدى الى الابتعاد عن القراءة وظهور الانترنت
وشبكات التواصل الاجتماعى التى جعلت العالم قرية صغيرة وبالتالى أبعدت الناس عن
القراءة وأصبحت الثقافة البصرية تحل محل الثقافة المكتوبة.
وهناك رأى يقول
بأن السبب الرئيسى هو الأزمة الاقتصادية التى تعرضت لها المجتمعات والتى جعلت
الفرد يفضل شراء سلعة أساسية بدلاً من شراء كتاب، بل وحتى الطلاب اللذين يجب عليهم
القراءة يفضلون الرجوع الى الانترنت لاستقاء المعلومات لإعداد مشاريع التخرج أو
لتحضير الأبحاث لأنه أصبح أسهل وأرخص طريقة وبالرغم من ذلك لا ينتشر فى الشرق
مشروع "الكتاب الالكترونى" الموجود فى الغرب فلا نستطيع اقتناء أمهات
الكتب إلكترونياً مثلاً ولا الحصول على رسائل دكتوراه إلكترونياً أيضاً.
أما فى رأيى أن من
أخطر أسباب أزمة القراءة هو عدم إهتمام البيت والمدرسة بغرس عادة القراءة فى نفوس
الناشئة منذ الصغر، مما ترتب عليه أن يشب هؤلاء وهم لا يدركون أهمية القراءة،
وبمجرد انتهاء العام الدراسى يبتعدون عن الكتاب ويعتبرون أنفسهم فى أجازة عقلية،
وهذا أمر خطير على الجامعيين حيث أنهم سرعان ما ينسون ما تعلموه فور تخرجهم، فنحن
أمام أمية الثقافة بين المتعلمين وهى أخطر أمية سائدة فى العالم.
وأريد أن أذكركم
بما قاله " موشيه ديان" بعد حرب 1967 عندما سئل عن أسباب هذه الحرب وهل
كانت مفاجأة للعرب أم لا؟ نفى ذلك وقال: "كلا لقد نشرنا كل ما يتعلق بحرب
حزيران (يونيو) قبل وقوعها، لكن العرب أمه لا تقرأ".
ولما كان الشئ
بالشئ يذكر فإنه عندما إشتدت الحملة على رئيس عربى فى الخمسينات من قبل الصحافة،
سأله أحد الصحفيين عن مردود هذه الحملات عليه داخل بلاده، فرد عليه بهدوء: ( لا
تخف فإنى الوحيد الذى يقرأ هذه الصحف).
"إقــــــرأ"
أول كلمة خاطب بها جبريل علي السلام سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام.... لماذا
لا نقــــرأ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق