منصة ترفيهية ثقافية تهتم بالأسرة بشكل عام والتربية الوجدانية لكل أفراد الأسرة لترسيخ المفاهيم والسلوكيات الصحية داخل الأسرة بهدف توفير محتوى علمى وترفيهى لبناء علاقات صحية ولبث السعادة داخل كل بيت♡♡♡

الطلاق الصامت كورونا الحياة الزوجية


كثرت حالات الطلاق فى الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ تماماً، وأصبحت مشكلة تتفاقم بالمجتمع، ولا شك فى أنها مشكلة خطيرة يترتب عليها العديد من الآثار السلبية على المجتمع بشكل عام وعلى الأسرة بشكل خاص.
ولكن نتطرق هنا لمشكلة قد تكون أخطر على الأسرة من الطلاق وهى "الطلاق الصامت" أو الطلاق العاطفي، ففي بعض حالات الطلاق النهائي قد تصل الأسرة للإستقرار النفسي لأنه قد يكون الحل الأمثل لتفادي المشكلات الواقعة بين الزوجين وبعدها تستقر الأسرة فى حال التزام الطرفين بالاحترام المتبادل مراعاة لأبنائهما. أما في حالة الطلاق الصامت تكون المشكلة أكبر وأخطر، حيث تكون العلاقة الزوجية قائمة، ولكن يعيش كل من الزوجين بمعزل عن الآخر، فتنعدم لغة التواصل بين الزوجين وتتزعزع الثقة فيما بينهما مما يؤدى الى تبلد المشاعر وفتور الحب، وقد تنعدم الغيرة لدى أحد الطرفين أو كليهما وهى المحرك الرئيسي للعلاقة الزوجية، فيصبحون جيراناً فى بيت واحد. وقد تأتى الخيانة هنا نتيجة الانفصال العاطفي بين الطرفين وتتفاقم المشكلة.


المراحل التى يمر بها الطلاق الصامت:

  1. زعزعة الثقة بين الطرفين: فقد تهتز صورة أحد الطرفين أمام الطرف الآخر وقد يفقد ثقته به.
  2. فتور الحب وتبلد المشاعر: بإلقاء الاتهامات من كل طرف على الآخر وكثرة لوم احدهما للآخر على تقصيره، تفقد العلاقة المودة والرحمة التى هى أساس العلاقة.
  3. الأنانية: عندما يفكر كل طرف فى نفسه فقط ويحاول الحفاظ على نفسه والدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة دون مراعاة لمشاعر الطرف الآخر، الأنانية من أكبر أسباب هدم الأسرة.
  4. الخرس العاطفي: فبعد ان تمر العلاقة بكل ما سبق لابد وأن تصل إلى مرحلة الخرس العاطفي فتصبح جامدة خالية من الود، ويصل احد الطرفين للقناعة بعدم جدوى الحوار مع الآخر، وهو ما يؤدي إلى زيادة الفجوة فى العلاقة ويهددها بالانهيار.
  5. وياتى الطلاق الصامت: فيلجأ له الزوجان خوفاً على الأبناء، وخوفاً من المجتمع ونظرته للطلاق خاصة " المرأة المطلقة" فتكون العلاقة منتهية الصلاحية، قائمة حفاظاً على الشكل الاجتماعي فقط.

أسباب الطلاق الصامت:
  • البرود العاطفى.
  • غياب المودة والرحمة والاحترام المتبادل.
  • التواصل غير الجيد وفقد لغة الحوار.
  • عدم تقبل الطرف الآخر كما هو والتركيز على السلبيات فقط.
  • التعنت والأنانية من احظ الطرفين مما يدع الآخر الى النفور والتمرد.
  • تراكم المشاكل دون محاولة حلها.
  • عدم اختيار الشريك المناسب في البداية.

آثار الطلاق الصامت على الأسرة:
كما بيَّنا أعلاه ان هذه الحالة قد تكون أشد فتكاً على الأسرة وعلى الأبناء من الطلاق النهائي فله آثار سلبية خطيرة.
زيادة الضغوط على الزوجين، مما يزيد من المشاعر السلبية.
فقدان كل من الزوجين لبدء حياة جديدة.
تصدير صورة مشوهة عن الزواج للأبناء.
زيادة المشكلات والتى تؤدى إلى الشجار أمام الأبناء.
احباط الأبناء نتيجة مقارنة اسرتهم بالأسر المستقرة التى يرونها.
يصبح الأطفال أكثر عدوانية خاصة ضد الأطفال فى الأسر المستقرة.

كيفية حل هذه المشكلة:
يجب على الزوجان محاولة التغلب على هذه الحالة، فالبيت ليس جدراناً فقط.. البيت مودة ورحمة ، البيت مشاركة ثنائية واحترام متبادل وتحمل مسؤولية، عليهم فتح جسور الحوار والتواصل الجيد فيما بينهما.
على كل طرف تقبل الطرف الآخر بكل ما فيه، والتوقف عن محاولة تغييره بالمناورات والمشاحنات وإلقاء اللوم والتهم المستمرة. وغالباً ما يبحث المرأة والرجل عن الكمال وهذا أمر مستحيل دائما هناك نقصان فى شئ ما، فعليهما التوقف عن البحث عن الكمال. بالإضافة إلى تجنب التراكمات من المشاكل ومحاولة حلها فى وقتها مهما كان حجمها، فالتراكمات هى التى تبنى السد المنيع بين الطرفين. 
الخلاصة تكمن فى أنه يجب على أحد الأطراف اتخاذ القرار لانقاذ العلاقة والتوصل الى حلول سليمة، بفتح قنوات للحوار، وقد يكون الطلاق النهائي هو الحل، ولكن من الهام أن يكون الهدف حل المشكلة والمحاولة الجادة لإنقاذ العلاقة الزوجية وإنعاشها ... دمتم مستقرين آمنيين محبين. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أكثر المواضيع تصفحاً